الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

وقوله تعالى : { وَهُوَ الذي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } الآية ، رُوِيَ في سببها أَنَّ قريشاً جمعت جماعة من فتيانها ، وجعلوهم مع عِكْرِمَةَ بن أبي جهل ، وخرجوا يطلبون غرَّةً في عسكر النبيِّ صلى الله عليه وسلم واختلف الناسُ في عدد هؤلاء اختلافاً متفاوتاً ؛ فلذلك اختصرته ، فلمَّا أَحَسَّ بهم المسلمون بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أَثَرِهِمْ خالدَ بنَ الوليد ، وسَمَّاهُ يومئذٍ سَيْفَ اللَّه في جملة من الناس ، فَفَرُّوا أمامهم ، حَتَّى أدخلوهم بُيُوتَ مَكَّةَ ، وأَسَرُوا منهم جملة ، فَسِيقُوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَمَنَّ عليهم وأطلقهم ؛ قال الوَاحِدِيُّ : وكان ذلك سَبَبَ الصلح بينهم ، انتهى .