غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

1

{ وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة } وهو الحديبية لأنها من أرض الحرم . وقيل : هو التنعيم . وقيل : إظفاره دخوله بلادهم بغير إذنهم . وعن عبد الله بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي ذكرها الله في القرآن ، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شاباً عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله تعالى بأبصارهم فقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم صلى الله عليه وسلم : هل كنتم في عهد أحد وهل جعل لكم أحد أماناً فقالوا : اللهم لا ، فخلى سبيلهم فأنزل الله الآية . وإنما قدم كف أيدي الكفار عن المؤمنين لأنهم أهم . وقيل : كف أيديكم بأن أمركم أن لا تحاربوا ، وكف أيديهم بإلقاء الرعب أو بالصلح وقيل : إن عكرمة بن أبي جهل خرج في خمسمائة رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد : هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل . فقال خالد : أنا سيف الله وسيف رسوله ارم بي حيث شئت .

فبعثه على خيل فلقي عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ، ثم عاد فهزمه حتى أدخله جوف مكة . فأنزلت الآية . وسمي خالد يومئذ سيف الله . وروي أن كفار مكة خرجوا يوم الحديبية يرمون المسلمين فرماهم المسلمون بالحجارة حتى أدخولهم بيوت مكة .

/خ29