جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

{ وهو الذي كف أيديهم } : كفار مكة ، { عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم{[4664]} عليهم } : من الله تعالى بصلح الحديبية ، وحفظ المسلمين على أيدي الكافرين ، وعن القتال بمكة ، وهتك حرمة مسجد الحرام ، وأما ظفرهم على المشركين فهو أن سبعين أو ثمانين{[4665]} أو ثلاثين رجلا متسلحين هبطوا من جبل التنعيم يريدون غرة النبي- عليه الصلاة والسلام- فدعا عليهم فأخذوا ، وعفا عنهم{[4666]} فأطلقوا ، وأما ما ذكر أن ابن أبي جهل خرج في عسكر يوم الحديبية ، فبعث خالد بن الوليد ، فهزمهم حتى أدخلهم حيطان مكة ، ففيه شيء ، وكيف لا وخالد بن الوليد لم يكن أسلم ! ؛ بل كان طليعة للمشركين يومئذ كما ثبت في صحيح البخاري وغيره ، { وكان الله بما تعملون بصيرا } : فيجازيكم ،


[4664]:وأما ما قيل المراد به فتح مكة، فهو ضعيف فإن السورة مدنية نزلت قبل الفتح، والحمل على أن الماضي أعني "كف" إلى آخره للتحقيق، وهو بمعنى المضارع، فيكون وعدا من الله، فبعيد جدا/12 وجيز.
[4665]:كما في مسلم والنسائي وغيرهما/12 وجيز.
[4666]:أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد، وأبو داود، والنسائي والترمذي، وغيرهم/12 فتح.