التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي كَفَّ أَيۡدِيَهُمۡ عَنكُمۡ وَأَيۡدِيَكُمۡ عَنۡهُم بِبَطۡنِ مَكَّةَ مِنۢ بَعۡدِ أَنۡ أَظۡفَرَكُمۡ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرًا} (24)

قوله تعالى { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا } .

قال مسلم : حدثني عمرو بن محمد الناقد . حدثنا يزيد بن هارون . أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم . متسلّحين يريدون غرّة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذهم سلما . فاستحياهم . فأنزل الله عز وجل : { وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } .

( صحيح مسلم 3/ 1442- ك الجهاد والسير ، ب قول الله تعالى ( الآية ) ح 1808 ) .

قال النسائي : أنا محمد بن عقيل ، أنا علي بن الحسين ، حدثني أبي عن ثابت ، قال : حدثني عبد الله بن مغفل المزني ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله ، وكأني بغصن من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرفعته عن ظهره ، وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ) فأخذ سهيل يده فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم ، اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : ( اكتب باسمك اللهم ، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة ) ، فأمسك بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسولا ، اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : ( اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وأنا رسول الله ) ، قال : فكتب ، فبينما نحن كذلك . إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا ، فدعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ الله بأبصارهم ، فقمنا إليهم فأخذناهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هل جئتم في عهد أحد ، أو هل جعل لكم أحد أمانا ) ، فقالوا : لا ، فخلى سبيلهم ، فأنزل الله عز وجل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم } إلى قوله { بصيرا } .

( التفسير 2/312- 314 ح 531 ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 4/ 86- 87 ) ، والحاكم ( المستدرك 2/ 460- 461 ) ، من طريق الحسين بن واقد عن ثابت به . قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي . وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 6/145 ) ، وقال ابن حجر : أخرجه أحمد والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل بسند صحيح ( الفتح 5/ 315 ) ، والحديث أخرجه مسلم من حديث ثابت عن أنس ( الصحيح 3/1411 ح 11784 ) بنحوه مختصرا .