التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا} (17)

15

تعليق على مدى كلمة

الكفر في القرآن

وبمناسبة ورود أحد اشتقاقات كلمة الكفر في القرآن لأول مرة في الآيات وهو { كفرتم } نقول : عن هذه الكلمة اشتقاقاتها قد وردت كثيرا في القرآن . وجاءت في معظم آياته التي وردت فيها بمعنى جحود رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الأنبياء من قبله وإنكار الله وآياته ونعمه ، ولا تدل على عقيدة دينية خاصة . وهي في أصلها وصف أسلوب يصح أن يوجه إلى كل إنسان جاحد بشيء ما . غير أنها صارت في القرآن ومنذ عهد النبي وما بعده وصف تشنيع أيضا . وقد استعملت من أجل معناها المذكور في معرض الإشارة إلى إنكار المشركين والوثنيين والكتابيين وجحودهم جميعاً على أنها استعملت في بعض الآيات في وصف الذين أنكروا وحدة الله مطلقاً أو اعتقدوا بألوهية السيد المسيح لما جاء في آيات المائدة هذه : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ( 72 ) }و{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ( 73 ) } .