الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا} (17)

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : تتقون ذلك اليوم إن كفرتم قال : «والله ما أتقى ذلك اليوم قوم كفروا بالله وعصوا رسوله » .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن { فكيف تتقون إن كفرتم يوماً } قال : بأي صلاة تتقون ؟ بأي صيام تتقون ؟

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن خيثمة في قوله : { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : ينادي مناد يوم القيامة يخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون فمن ذلك يشيب الولدان .

وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود في قوله : { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : إذا كان يوم القيامة فإن ربنا يدعو آدم ، فيقول : يا آدم أخرج بعث النار ، فيقول : أي رب لا علم لي إلا ما علمتني ، فيقول الله : أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين يساقون إلى النار سوقاً مقرنين زرقاً كالحين ، فإذا خرج بعث النار شاب كل وليد .

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { يوماً يجعل الولدان شيباً } قال : ذلك يوم القيامة ، وذلك يوم يقول الله لآدم : قم فابعث من ذريتك بعثاً إلى النار ، قال : من كم يا رب ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، وينجو واحد ، فاشتد ذلك على المسلمين ، فقال : حين أبصر ذلك في وجوههم : إن بني آدم كثير وإن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وإنه لا يموت رجل منهم حتى يرثه لصلبه ألف رجل ففيهم وفي أشباههم جند لكم » .