الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَكَيۡفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرۡتُمۡ يَوۡمٗا يَجۡعَلُ ٱلۡوِلۡدَٰنَ شِيبًا} (17)

{ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ } أي فكيف لكم بالتقوى في القيامة إذا كفرتم في الدنيا ، يعني : لا سبيل لكم إلى التقوى ولا تنفعكم التقوى إذا وافيتم القيامة . وقيل : معناه فكيف تتّقون عذاب يوم ، وكيف تنجون منه إذا كفرتم . وقرأ ابن مسعود وعطيّة : فكيف يتّقون يوماً يجعل الولدان شيباً أن كفرتم .

وقرأ أبو السماك العدوي : فكيف يتّقون بكسر النون على الإضافة .

{ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ } الصبيان { شِيباً } شمطاً من هوله وشدّته وذلك حين يقال لآدم : قم فابعث بعث النار من ذرّيتك .

أخبرني الحسن ، قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن بشر ، قال : حدّثنا أبو بكر بن أبي الخطيب ، قال : حدثني محمد بن غالب ، قال : سمعت عثمان بن الهيثم ، يقول : مررت بأبن السري وهو قائم في الطريق ، فسأله إنسان { يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً } ، قال : هم أولاد الزنا . وقيل : أولاد المشركين .