جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} (81)

{ قَالُواْ } أي : الملائكة ، { يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ } إلى إضرارك بإضرارها ، { فَأَسْرِ } : يا لوط ، { بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ } : بطائفة ، { مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ } استثناء من قوله فأسر بأهلك ، أي : لا تسر بها وخلفها ومن قرأ مرفوعا فهو استثناء من قوله لا يلتفت منكم أحد يعني إذا سمعتم ما نزل بهم من الأصوات المزعجة فاستمروا ذاهبين ولا يلتفت منكم أحد إلا إمرتك فإنا لا نمنعها من الالتفات وقيل الاستثناء منقطع ومن الإسرائيليات أنها كانت معهم ولما سمعت أصوات البلاء التفتت وقالت : واقوماه فأدركها حجر{[2305]} فقتلها ولا يجوز قطعا حمل القراءتين على الرايتين في أن خلفها أو أخرجها ، ولذلك قيل : إنها سرت معهم بنفسها لا أنه أخرجها والنهي عن إخراجها لا عن مصاحبتها قيل : الاستثناء بقراءة النصب أيضا عن قوله لا يلتفت وإن كان الأفصح الرفع حينئذ ، { إِنَّهُ } الشأن ، { مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ } من العذاب ، { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ } أي : موعد عذابهم ، { الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ {[2306]}بِقَرِيبٍ } جواب لاستعجال لوط عذابهم .


[2305]:وأما حمل القراءتين على الروايتين في أنه خلفها أو خرجت مع زوجها فباطل وما أوقع الزمخشري في تلك الوقيعة إلا شؤم عقيدته أن اختلاف القراءات من عند أنفسهم لا من الله كما صرح في مواضع كاد أن يكفر بذلك/12 وجيز.
[2306]:روي أن لوطا خرج بابنتيه ليس معه غيرهما عند طلوع الفجر طوى الله له الأرض حتى نجى ووصل إلى إبراهيم عليه السلام /12 وجيز.