تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} (81)

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ) قيل : قالوا ذلك للوط : ( لن يصلوا إليك ) لما طمست أعينهم ، وهو كقوله : ( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذقوا عذابي ونذر )[ القمر : 37 ] وقال قائلون : قالوا ذلك للوط حين طمست أعينهم : إن ضيفك سحروا أبصارنا فستعلم غدا ما تلقى أنت وأهلك ، فقالوا عند ذلك : ( لن يصلوا إليك ) بسوء غدا بأنهم يهلكون .

ودل قوله : ( لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) على أنهم قد هموا بلوط ، وأوعدوه ، حتى قال ما قال . ألا ترى أن الملائكة قالوا له : إنهم ( لن يصلوا إليك ) فهذا ما ذكرنا .

وقوله تعالى : ( فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنْ اللَّيْلِ ) قيل : قطع من الليل آخره ، وهو وقت السحر ، وقيل هو ثلث الليل أو ربعه من آخره ، وهو واحد والله أعلم .

وقوله تعالى : ( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ ) قيل : لا يتخلف أحد منكم إلا امرأتك ، فإنها تتخلف ويصيبها ما أصاب أولئك . وقال بعضهم : ( ولا يلتفت ) من الالتفات والنظر ؛ قيل : لا يترك أحد متابعتك إلا امرأتك فإنها لا تتبعك فيصيبها ما أصاب أولئك .

وقوله تعالى : ( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ ) يحتمل النهي عن الالتفات ؛ كأنه يقول : لا يلتفت أحد .

ويحتمل الخبر كأنه يقول : لا يلتفت منكم أحد إلا من ذكر /244-أ/ ؛ وهي[ في الأصل وم : وهو ] زوجته ، فذلك علامة لخلافها له .

وقوله تعالى : ( إِنَّ مَوْعِدَهُمْ الصُّبْحُ ) [ فقال لوط ][ في الأصل وم : فقالوا ] : ( أليس الصبح بقريب ) كأن لوط استبطأ الصبح لعذابهم فقال[ في الأصل وم : فقالوا ] ( أليس الصبح بقريب ) هذا من لوط لا يحتمل أن يكون قال ذلك وهو بين أظهرهم ويعلم أن قراه ستقلب أعلاها أسفلها وأسفلها أعلاها . ولكن قال ، والله أعلم ، بعدما أخرجوه وأهله من بين أظهرهم . فعند ذلك قال ما قال ، واستبطأ وقت نزول العذاب بهم ، والله أعلم .