تفسير الأعقم - الأعقم  
{قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} (81)

ثم بيَّن تعالى أن الملائكة لما رأوا ما فيه من الوجع والتأسف وما فيه قوة فقال سبحانه : { قالوا يا لوط انا رسل ربك } أرسلنا لإهلاكهم { لن يصلوا إليك } وهو يناظرهم ويناشدهم من وراء الباب ، فقالت الملائكة : يا لوط افتح الباب ودعنا وإياهم ، ففتح الباب فدخلوا ، فاستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له ، فقام في الصورة التي يكون يها فنشر جناحه وله جناحان وعليه وشاح من در منظوم فضرب بجناحه وجوههم فطمس عيونهم فأعماهم كما قال الله تعالى : { فطمسنا أعينهم } [ القمر : 37 ] فخرجوا وهم يقولون النجاء النجاء فإن في بيت لوط قوم سحرة { فأسر بأهلك } ، قيل : كان لوط وابنتيه { بقطع من الليل } ، قيل : بطائفة ، وقيل : نصف الليل { ولا يلتفت منكم أحدٌ } قيل : لا ينظر ، وقيل : لا يلتفت منكم أحد إلى ماله وأهله { إلا امرأتك } روي أنه أمر أن يخليها مع قومها ، وروي أنه أخرجها معهم وأمر أن لا يلتفت منكم أحدٌ إلاَّ هي ، فلما سمعت هدّة العذاب التفتت فقالت : يا قوماه فأدركها حجر فقتلها ، وروي أن لوطاً قال لجبريل ( عليه السلام ) : عجل هلاكهم ، قال : { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب }