التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ} (81)

قوله تعالى { قالوا يا لوط إنا رسل ربّك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبُها ما أصابهم } .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أنه أمر نبيه لوطا يسري بأهله بقطع من الليل ، ولم يبين هنا هل هو من آخر الليل ، أو وسطه أو أوله ، ولكنه بين في القمر أن ذلك من آخر الليل وقت السحر ، وذلك في قوله : { إلا آل لوط نجيناهم بسحر } . ولم يبين هنا أنه أمره أن يكون من ورائهم وهم أمامه ، ولكنه بين ذلك في الحجر : { فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تأمرون } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { بقطع من الليل } قال : بطائفة من الليل .

قوله تعالى { إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب } .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن موعد إهلاك قوم لوط وقت الصبح من تلك الليلة ، وكذلك قال في الحجر : { وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين } وزاد في الحجر أن صيحة العذاب وقعت عليهم وقت الإشراق وهو وقت طلوع الشمس بقوله : { فأخذتهم الصيحة مشرقين } .