جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَلَمَّا ٱسۡتَيۡـَٔسُواْ مِنۡهُ خَلَصُواْ نَجِيّٗاۖ قَالَ كَبِيرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَيۡكُم مَّوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِي يُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (80)

{ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ } : من يوسف وإجابته إياهم وباب الاستفعال للمبالغة ، { خَلَصُواْ } : انفردوا واعتزلوا ، { نَجِيًّا } : ذوي نجوى أو فوجا{[2447]} نجيا وكان تناجيهم في تدابير أمرهم ، { قَالَ كَبِيرُهُمْ } : في السن روبيل أو في الرأي وهو يهوذا أو في الرياسة وهو شمعون ، { أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ } : عهدا وثيقا بذكر الله ، { وَمِن قَبْلُ{[2448]} مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ } ما صلة أي : من قبل هذا قصرتم في شأنه{[2449]} أو مصدرية عطف على مفعول تعلموا أو موصولة أي : لم تعلموا ما قدمتموه{[2450]} فهو من الفرط وهو التقدم ، { فَلَنْ أَبْرَحَ } : أفارق ، { الأَرْضَ } : أرض مصر ، { حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي } : في الرجوع ، { أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي } : بخلاص أخي أو بخروجي أو بالمقاتلة ، { وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } : فحكمه الحق .


[2447]:على الأول نجيا مصدر وهو حال بحذف المضاف وعلى الثاني بمعنى مناجيا كالعشير بمعنى المعاشر وإفراده لأنه صفة لموصوف مفرد اللفظ كالفرج/12.
[2448]:وجوز الزمخشرى أن ما مصدرية مبتدأ ومن قبل خبره، قال صاحب البحر: ذهل عن قاعدة عربية وحق له أن يذهل وهي أن الظروف التي هي غايات إذا بنيت لا تقع خبرا و لا صلة ولا صفة ولا حالا فلا يجوز عمرو جاء وزيد خلف، بل يقال خلفه، وكذلك قال أبو البقاء / 12.
[2449]:على هذا الوجه ومن قبل عطف على لم تعلموا والجملة حالية /12.
[2450]:يعني على هذا الوجه يكون من الفرط بمعنى التقدم لا بمعنى التقصير وضمير الموصول محذوف/12 منه.