المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{فَلَمَّا ٱسۡتَيۡـَٔسُواْ مِنۡهُ خَلَصُواْ نَجِيّٗاۖ قَالَ كَبِيرُهُمۡ أَلَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ أَبَاكُمۡ قَدۡ أَخَذَ عَلَيۡكُم مَّوۡثِقٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبۡلُ مَا فَرَّطتُمۡ فِي يُوسُفَۖ فَلَنۡ أَبۡرَحَ ٱلۡأَرۡضَ حَتَّىٰ يَأۡذَنَ لِيٓ أَبِيٓ أَوۡ يَحۡكُمَ ٱللَّهُ لِيۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (80)

تفسير الألفاظ :

{ فلما استيئسوا منه } أي فلما يئسوا منه . { خلصوا } أي انفردوا واعتزلوا الناس . { نجيا } أي متناجين ، إنما وحده لأنه مصدر . يقال ناجيته أناجيه مناجاة أي ساررته ، وأصله أن تخلو به في نجوة من الأرض ، وهي المكان المرتفع ، والنجوى مصدر ، وقد يوصف به . يقال هو نجوى وهم نجوى . والنجي المناجي يقال للواحد والجمع ، ومنه قوله تعالى : { خلصوا نجيا } ، أي انفردوا يتناجون فيما يعملون . { موثقا } أي عهدا ، جمعه مواثق ومواثيق . { ومن قبل } أي ومن قبل هذا .

تفسير المعاني :

فلما يئسوا ، انفردوا يتناجون . فقال كبيرهم : ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم عهدا لتحافظن عليه ولتمنعنه حتى يحاط بكم ، ومن قبل بنيامين ما فرطتم في يوسف أي قصرتم فيه ، فلن أبرح هذه الأرض حتى يأذن لي أبي بالرجوع أو يحكم الله بالخروج منها وهو خير الحاكمين .