جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (22)

{ وَالَّذِينَ{[2511]} صَبَرُواْ } : على الأمر الله تعالى أو على المصائب ، { ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ } : طلب مرضاته ، { وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ } : بحدودها وبركوعها وسجودها على الوجه الشرعي ، { وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } يؤدون الزكاة أي : من يجب عليه ، { سِرًّا وَعَلاَنِيَةً{[2512]} } : لم يمنعهم عن ذلك حال من الأحوال في الليل والنهار وفسر بعضهم بوجه يشمل صدقة التطوع وهو الأولى ، { وَيَدْرَؤُونَ } : يدفعون ، { بِالْحَسَنَةِ{[2513]} السَّيِّئَةَ } أي : بالصالح{[2514]} ، من العمل السيئ منه ، أو يجازون الإساءة بالإحسان ، إذا أذاهم أحد قابلوه باللطف ، { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } : عاقبة الدنيا وهي الجنة ؛ لأنها التي ينبغي أن تكون عاقبة أهلها ومرجعهم .


[2511]:فيما يليق فيه الصبر جاءت الصلة هنا بلفظ الماضي بخلاف ما تقدم، لأن حصول تلك الصلات إنما هي مرتبة على حصول الصبر وتقدم عليها لذلك لم تر صلة في القرآن بالصبر إلا بصيغة الماضي إذ هو شرط مقدم على حصول التكاليف /12 وجيز.
[2512]:والأولى تعميم الإنفاق لتكون السر لصدقة التطوع والعلانية للواجب /12 وجيز.
[2513]:فيه إشارة إلى التخلص من السيئة متعذر كما ورد: إن تغفر اللهم تغفر جما *** فأي عبد لك لا ألما قاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قرأ إلا اللمم /12 وجيز. [صحيح، أخرجه الترمذي والحاكم عن ابن عباس مرفوعا، وانظر صحيح الجامع(1417)].
[2514]:كما ورد في الحديث "أتبع السيئة الحسنة تمحها" [حسن، أخرجه الإمام أحمد و أبو داود والترمذي والحاكم وغيرهم عن أبي ذر مرفوعا، وانظر صحيح الجامع].