الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (22)

{ وَالَّذِينَ صَبَرُواْ } على طاعة الله وتصبروا عن معصية الله .

قاله ابن زيد ، وقال ابن عباس : وصبروا على أمر الله .

قال عطاء : على الرزايا والمصائب والحوادث والنوائب .

أبو عمران الجوني : صبروا على دينهم .

{ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } طالب يعتصم بالله ويستغفر ربه أن يعصيه ويخالفه في أمره { وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } يعني الزكاة { وَيَدْرَءُونَ } ويدفعون { بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } يقال : درأ الله عني بشرّك .

قال ابن زيد : يعني لا يكافؤون الشر بالشر ولكن يدفعونه بالخير .

وقال القتيبي : معناه إذا سفه عليهم حلموا فالسفه السيئة والحلم الحسنة .

قتادة : ردوا عليهم معروفاً نظيره

{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } [ الفرقان : 63 ] .

قال الحسن : إذا حرموا أعطوا ، وإذا أخلصوا عفوا ، وإذا قُطعوا وصلوا .

ابن كيسان : إذا أذنبوا أيسوا وإذا حرفوا أثابوا ليدفعوا بالتوبة عن أنفسهم فغفر الذنب .

فهذا قول ابن عباس في رواية الضحاك عنه قال : يدفعون بالصالح من العمل الشر من العمل ، ويؤيد هذا الخبر المأثور : " إن معاذ بن جبل قال : يا رسول الله أوصني . قال : إذا عملت سيئة فاعمل لجنبها حسنة تمحها ، السر بالسر والعلانية بالعلانية " .

قال عبد الله بن المبارك : هذه ثماني خلال مشيرة إلى ثمانية أبواب الجنة .

أبو بكر الوراق : هذه ثمانية جسور فمن أراد القربة من الله عبرها .

{ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ }