المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَٱلَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبۡتِغَآءَ وَجۡهِ رَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ وَيَدۡرَءُونَ بِٱلۡحَسَنَةِ ٱلسَّيِّئَةَ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (22)

تفسير الألفاظ :

{ ابتغاء } أي طلب .

{ ويدرءون } أي ويدفعون . { عقبى الدار } أي عاقبة الدار ، يريد بها سعادة الآخرة .

تفسير المعاني :

والذين صبروا على ما تكرهه النفس وخالفوا الهوى رجاء وجه ربهم ، وأقاموا الصلاة وبذلوا مما رزقهم الله سرا وجهرا ، ويدفعون السيئة عن أنفسهم بالحسنة ، أولئك لهم عاقبة الدار .

قوله تعالى : { والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم . . . إلى قوله : ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار } يدعو إلى أبعد غايات الكمالات النفسية وأرفعها . بالدعوة إلى مقابلة السيئة بالحسنة ، فإن هذه منزلة الكملة العارفين التي قال فيها : { وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم } .