جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ} (18)

{ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } مبتدأ ، { أَعْمَالُهُمْ{[2563]} كَرَمَادٍ{[2564]} } ، خبره أو تقديره فيما يقص عليكم مثل الذين كفروا وقوله أعمالهم كرماد مستأنفة كأنه قيل : كيف أعمالهم ؟ فقال : أعمالهم كرماد ، أو أعمالهم بدل وكرماد خبره ، { اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } العصف اشتداد الريح فهو في المبالغة كنهاره صائم يعني لا ينتفعون بأعمالهم ولا يجدونها كرماد ذرته الريح هل يجد أحد منه ذرة ، { لاَّ يَقْدِرُونَ } : في القيامة ، { مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ{[2565]} } : لحبوطه ، { ذَلِكَ } إشارة إلى وجدان أعمالهم ، { هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ } فإنه الغاية في البعد عن الحق .


[2563]:قوله: "أعمالهم" إلخ الصالحة كالصدقة وصلة الأرحام وفك الأسير وإقرار الضيف وبر الوالدين ونحو ذلك أو عبادتهم الأصنام في عدم الانتفاع بها أو الأعمال التي أشركوا فيها غير الله تعالى/12 فتح.
[2564]:كما تقول: صفة زيد عرضه مصون وماله محفوظ / 12.
[2565]:منها و لا يرون له أثرا في الآخرة يجاوزون به ويثابون عليه، بل جميع ما عملوه في الدنيا باطل ذاهب كذهاب الريح بالرماد عند شدة هبوبها وهو فذلكة التمثيل، وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لا يقدرون على شيء من أعمالهم ينفعهم كما لا يقدر على الرماد إذا أرسل في يوم عاصف / 12ـ12 فتح البنان.