بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ} (18)

قوله تعالى : { مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ أَعْمَالُهُمْ } يعني : صفة الذين كفروا . ويقال : مثل أعمال الذين كفروا بربهم يوم القيامة { كَرَمَادٍ اشتدت بِهِ الريح } يقول : ذرت به الريح { فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } يعني : قاصف شديد الريح . فكذلك أعمال الكفار أحبط الله ثواب أعمالهم ، وهذا كقوله { وَقَدِمْنَآ إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً } [ الفرقان : 23 ] لأن أعمالهم كانت بغير إيمان ، ولا تُقبل الأعمال إلا بالإيمان ، ولا ثواب لهم بها . قرأ نافع { اشتدت بِهِ *** الرياح } بالألف . وقرأ الباقون : بغير ألف . { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ على شَىْء } يعني : لا يقدرون على ثواب أعمالهم { ذلك هُوَ الضلال البعيد } يعني : الخطأ البعيد عن الحق .