غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلۡبَعِيدُ} (18)

القراآت : { الرياح } على الجمع : أبو جعفر ونافع . الباقون على التوحيد { خالق السموات والأرض } بلفظ اسم الفاعل : حمزة وعلي وخلف . الباقون بلفظ الفعل . { سبلنا } بإسكان الباء حيث كان : أبو عمرو { لي عليكم } بفتح الياء : حفص . { بمصرخي } بكسر الياء : حمزة . الآخرون بالفتح { أشركتموني } بالياء في الحالين : سهل ويعقوب وابن شنبوذ عن قنبل ، وافق عمرو ويزيد وقتيبة وإسماعيل في الوصل { البوار } ممالة : أبو عمرو وعلي : { ليضلوا } بفتح الياء : ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب . الباقون بضمها . { لعبادي الذين } مرسلة : الياء : ابن عامر وحمزة وعلي ويعقوب والأعشى . الباقون بالفتح . { من كل } بالتنوين : يزيد وعباس . الباقون بالإضافة .

الوقوف : { عاصف } ط بناء أن ما بعده مستأنف كأن سائلاً سأل هل يقدرون من أعمالهم { على شيء } ط { البعيد } 5 { بالحق } ط { جديد } 5 لا لأن ما بعده يتم معنى الكلام { بعزيز } 5 { من شيء } ط { لهديناكم } ط { محيص } 5 { فأخلفتكم } ط { فاستجبتم لي } ج لاختلاف الجملتين { أنفسكم } ط لابتداء النفي { بمصرخي } ط الحق أن من قال إن الابتداء بقوله : { إني كفرت } قبيح فجوابه أن الكفر بالإشراك واجب كالإيمان { من قبل } ط { أليم } 5 { بإذن ربهم } ط { سلام } 5 { في السماء } 5 لا { ربها } ط { يتذكرون } 5 { من قرار } ط { وفي الآخرة } ج لتكرار اسم الله تعالى في الفعلين مع أن كليهما مستقل بخلاف قوله : { ويفعل الله } لأنه في المعنى بيان قوله : { ويضل الله } { وما يشاء } 5 { البوار } لا { جهنم } ج لأن ما بعده يصلح استئنافاً أو حالاً من فاعل { أحلوا } أو من مفعوله أو من كليهما { يصلونها } ط { القرار } 5 { عن سبيله } ط { إلى النار } 5 { ولا خلال } 5 { رزقاً لكم } ط { بأمره } ج { الأنهار } ج { دائبين } ج { والنهار } ج لحسن هذه الوقوف مع العطف لتفصيل النعم تنبيهاً على الشكر { سألتموه } ط لابتداء الشرط مع تمام الكلام { لا تحصوها } ط { كفار } 5 .

التفسير : لما ذكر في الآيات المتقدمة أنواع عذاب الكفار أراد أن يبين غاية حسرتهم ونهاية خيبتهم . فقال : { مثل الذين } وارتفاعه عند سيبويه على الابتداء والخبر محذوف أي فيما يتلى أو يقص عليكم مثلهم . وقوله : { أعمالهم كرماد } جملة مستأنفة على تقدير سؤال سائل يقول : كيف مثلهم . وقال الفراء : المضاف محذوف أي مثل أعمال الذين كفروا . وإنما جاز حذفه استغناء بذكره ثانياً . وقيل : المثل صفة فيها غرابة فأخبر عنها بالجملة المراد صفة الذين كفروا { أعمالهم كرماد } كقولك " صفة زيد عرضه مصون وماله غير مخزون " ويجوز أن يكون { أعمالهم } بدلاً والخبر { كرماد } وحده . والمراد بأعمال الكفرة المكارم التي كانت لهم من صلة الأرحام وعتق الرقاب وفداء الأسارى وعقر الإبل للأضياف وإغاثة الملهوفين وإعانة المظلومين ، شبهها في حبوطها - لبنائها على غير أساس التوحيد والإيمان - برماد طيرته الريح في يوم عاصف . قال الزجاج : جعل العصف لليوم وهو لما فيه يعني الريح مجازاً كقولك " يوم ماطر " . قال الفراء : وإن شئت قلت في يوم ذي عصوف أو في يوم عاصف الريح فحذف لذكره مرة . وقيل : المراد من أعمالهم عباداتهم للأصنام . ووجه حسرتهم أنهم أتعبوا أبدانهم فيها دهراً طويلاً . ثم لم ينتفعوا بذلك بل استضروا به . وقوله : { مما كسبوا على شيء } القياس عكسه كما في " البقرة " لأن " على " من صلة القدرة ولأن مما كسبوا صفة لشيء ولكنه قدم في هذه السورة لأن الكسب - أعني العمل الذي ضرب له المثل - هو المقصود بالذكر ولهذا أشار إليه بقوله : { ذلك هو الضلال البعيد } أي عن الحق والثواب .

/خ34