قوله عز وجل : { مثل الذين كفروا بربّهم أعمالُهم كرمادٍ اشتدت به الريح في يوم عاصف } وهذا مثل ضربه الله تعالى لأعمال الكافر في أنه لا يحصل على شيء منها ، بالرماد الذي هو بقية النار الذاهبة لا ينفعه ، فإذا اشتدت به الريح العاصف : وهي الشديدة : فأطارته لم يقدر على جمعه ، كذلك الكافر في عمله .
وفي قوله : { في يوم عاصف } ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وصف اليوم بالعصوف وهو من صفة الريح ، لأن الريح تكون فيه ، كما يقال يوم بارد ، ويوم حار ، لأن البرد والحر يكونان فيه .
الثاني : أن المراد به في يوم عاصف الريح ، فحذف الريح لأنها قد ذكرت قبل ذلك .
الثالث : أن العصوف من صفة الريح المقدم ذكرها ، غير أنه لما جاء بعد اليوم ابتع إعرابه{[1641]} .
{ لا يقدرون مما كسَبَوا على شيءٍ } يحتمل وجهين :
أحدهما : لا يقدرون في الآخرة على شيء من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا لإحباطه بالكفر .
الثاني : لا يقدرون على شيء مما كسبوه من عروض الدنيا ، بالمعاصي التي اقترفوها ، أن ينتفعوا به في الآخرة .
{ ذلك هو الضلال البعيد } وإنما جعله بعيداً لفوات استدراكه بالموت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.