جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَدۡ مَكَرُواْ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ ٱلۡجِبَالُ} (46)

{ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ } العظيم الذي استفرغوا فيه جهدهم ، { وعِندَ اللّهِ } مكتوب ، { مَكْرُهُمْ } فهو مجازيهم ، { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ } في العظم ، { لِتَزُولَ مِنْه الْجِبَالُ } مهيأ لإزالة الجبال ، وعن بعضهم معناه : وما كان مكرهم لتزول إلخ والجبال مثل لأمر{[2599]} محمد صلى الله عليه وسلم فإن نافية و اللام مؤكدة لها ، ومن قرأ بفتح لام لتزول فإن مخففة ، واللام هي الفاصلة ، وعن بعضهم معناه : وإن كان شركهم لتزول كقوله تعالى : " تكاد السماوات يتفطرن منه " الآية . وعن علي رضي الله عنه : إن الآية في نمرود{[2600]} حيث اتخذ تابوتا ربط قوائمه الأربع بنسور ومكر حتى طرن إلى جانب السماء ثلاثة أيام ، وغابت الدنيا عن نظره يريد محاربة إله السماء ، فلما هبط إلى الأرض سمعت الجبال خفيق التابوت ففزعت ظنا من حدوث القيامة ، فكادت تزول عن أماكنها .


[2599]:قوله: مثل لأمر محمد إلخ يعني: ما كان مكرهم لتزول منه شرائع الله التي هي كالجبال الراسيات في التمكن و الثبات، وقرأ ابن مسعود و ما كان مكرهم / 12 وجيز.
[2600]:قوله: إن الآية في نمرود، قال الرازي: قال القاضي: وهذا بعيد جدا؛ لأن الخطر فيه عظيم و لا يكاد العاقل يقدم عليه وما جاء فيه خير صحيح معتمد و لا حجة في تأويل الآية البتة /12.