جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا} (84)

{ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } : دينه ونيته وطريقته التي تشاكل حاله في الهدى والضلالة{[2900]} أو على طبيعته التي جلبت عليها ، { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً{[2901]} } : أسد طريقا وسيجزي كل عامل بعمله ، وهو وعيد للمشركين كما قال تعالى : " وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون " ( هود : 121 ، 122 ) .


[2900]:يقال طريق ذو شواكل وهي الطرق التي تتشعب من الطريق نقل عن الصديق الأكبر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال لم أر آيه أرجي من هذه لا يشاكل بالعبد إلا العصيان ولا يشاكل بالرب إلا الغفران / 12 وجيز.
[2901]:ولما ذكر مكر اليهود وخداعهم من قبل قي قوله: "وإن كادوا ليستفزونك" الآية إلى أن وصل الكلام إلى قوله: "كل يعمل على شاكلته" أعقبه بشيء من تعنتهم ومكرهم فقال: "وسألونك" / وجيز.