السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا} (84)

ثم قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : { قل كل } من الشاكر والكافر { يعمل على شاكلته } أي : طريقته التي تشاكل روحه وتشاكل ما طبعناه عليه من خير أو شرّ { فربكم } أي : فتسبب عن ذلك أنّ الذي خلقكم وصوّركم { أعلم } من كل أحد { بمن هو } منكم { أهدى سبيلاً } أي : أوضح طريقاً واتباعاً للحق فيشكر ويصبر احتساباً فيعطيه الثواب ومن هو منكم أضلّ سبيلاً فيجعل له العقاب لأنه يعلم ما طبعهم عليه في أصل الخلقة وغيره تعالى إنما يعلم أمور الناس في طرائقهم بالتجربة وقد روى الإمام أحمد لكن بسند منقطع عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا وإذا سمعتم برجل تغير عن طبعه فلا تصدقوا فإنه يصير إلى ما جبل عليه " .