فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا} (84)

{ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شَاكِلَتِهِ } الشاكلة قال الفراء : الطريقة ، وقيل : الناحية ، وقيل : الطبيعة ، وقيل : الدين ، وقيل : النية ، وقيل : الجبلة ، وهي مأخوذة من الشكل ، يقال : لست على شكلي ولا على شاكلتي ، والشكل : هو المثل والنظير . والمعنى : أن كل إنسان يعمل على ما يشاكل أخلاقه التي ألفها ، وهذا ذمّ للكافر ومدح للمؤمن { فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهدى سَبِيلاً } لأنه الخالق لكم ، العالم بما جبلتم عليه من الطبائع وما تباينتم فيه من الطرائق ، فهو الذي يميز بين المؤمن الذي لا يعرض عند النعمة ولا ييأس عند المحنة ، وبين الكافر الذي شأنه البطر للنعم والقنوط عند النقم . ثم لما انجرّ الكلام إلى ذكر الإنسان وما جبل عليه .

/خ85