جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (254)

{ يَا أَيُّهَا {[498]} الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم } ، أراد الزكاة المفروضة ، أو الإنفاق في سبيل الخير مطلقاً ، { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } ، فتحصلون ما تنفقونه ، أو تفتدون به من العذاب { وَلاَ خُلَّةٌ } ، حتى يعينكم ، " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " {[499]} ، { وَلاَ شَفَاعَةٌ } ، حتى تتكلوا على شفعاء ، إلا لمن أذن له الرحمن ورضى له قولا ، { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُون } ، قيل : وضع الكافرون موضع التاركون للزكاة تغليظا ، ويمكن أن يكون المراد منه : والكافرون هم الذين يضعون الأشياء غير موضعها ، فلا تكونوا أيها المؤمنون مثلهم ، في ألا تنفقوا ، فتضعوا أموالكم غير موضعها .


[498]:ولما ذكر دفع الله الناس بعضهم ببعض، والدفع لا بد له من إنفاق فحرص المؤمنين عليه، فقال: "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا" الآية/12 وجيز
[499]:الزخرف: 67