جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَآ إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256)

{ لاَ إِكْرَاهَ {[510]} فِي الدِّينِ } ، نزلت في رجل مسلم له ابنان نصرانيان أراد إكراههما لدخولهما في الإسلام ، فالحكم خاص بأهل الكتاب ، أو منسوخ بآية القتال ، وهو خبر بمعنى الأمر ، وقيل : خبر حقيقة ، إذ الإكراه إلزام الغير فعلا لا يرى فيه خيراً ، لكن قد تميز الإيمان من الكفر بالحجج والآيات ، فلا يحتاج إلى الإكراه ، ولهذا قال : { قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ } : الشيطان ، { وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ } : طلب الإمساك من نفسه أو تمسك ، { بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ } : من الحبل الوثيق المحكم ، { لاَ انفِصَامَ لَهَا } : المأمون من الإنقطاع ، وهو الإيمان ، { وَاللّهُ سَمِيعٌ } : بالأقوال ، { عَلِيمٌ } : بالنيات .


[510]:ولما أوضح الدلائل للعالم وللجاهل صار الدين إلى حد لا يحتاج فيه منصف إلى إكراه فيه، فقال: "لا إكراه في الدين" جملة خبرية صورة ومعنى يدل عليه قوله: "قد تبين الرشد من الغي" الآية/12 وجيز