{ يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } أي : مما أوجبت عليكم إنفاقه من الزكاة ، قاله السديّ وقال غيره أراد به صدقة التطوّع والنفقة في الخير ، أي : فلا تبخلوا بالإنفاق فإنه لا داء أدوأ من البخل . قال تعالى : { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } ( الحشر ، 9 ) ( التغابن ، 16 ) وصرف الأمر بالتبعيض إلى الحلال الطيب يمنع احتجاج المعتزلة بها ، في أنّ الرزق لا يكون إلا حلالاً ، لكونه مأموراً به .
وأتبعه بما يرغب ويرهب من حلول يوم التناد الذي تنقطع فيه الأسباب التي أقامها سبحانه وتعالى في هذه الدار فقال : { من قبل أن يأتي يوم } موصوف بأنه { لا بيع فيه } أي : فداء { ولا خلّة } أي : صداقة تنفع { ولا شفاعة } بغير إذنه والمعنى أنه لا يفدى فيه أسير بمال ولا يراعي الصداقة من مساو ، ولا الشفاعة من كبير ، لعدم إرادة الله تعالى لشيء من ذلك ولا يكون إلا ما يريد ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنصب في بيع وخلة وشفاعة ، ولا تنوين على الأصل ، والباقون بالرفع والتنوين على أنها في تقدير جواب هل فيه بيع أو خلة أو شفاعة .
ولما حثّ سبحانه وتعالى على الإنفاق ختم الآية بذمّ الكافرين ، بكونهم لم يتحلوا بهذه الصفة ، لتخليصهم من الإيمان وبعدهم منه وتكذيبهم بذلك اليوم ، فهم لا ينفقون لخوفه وإرهابه فقال بدل ولا نصرة لكافر { والكافرون } أي : المعلوم كفرهم في ذلك اليوم { هم } المختصون بأنهم { الظالمون } أي : الكاملون في الظلم لا غيرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.