تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (254)

الآية 254 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم } يحتمل الأمر بالإنفاق أمرا بتقديم الطاعات والمسارعة إلى الخيرات { من قبل أن يأتي يوم } [ يمنعهم ، ويعجزهم ]{[3182]} عن ذلك ، وهو الموت ، ويحتمل أمره بالإنفاق من الأموال في طاعة الله { من قبل أن يأتي يوم } وهو يوم القيامة { لا بيع فيه ولا خلة } قيل : لا فداء ولا شافعة ، ويحتمل قوله : { ولا خلة } أي لا ينفع خليل خليله كما ينفع في الدنيا ، [ وكذلك لا شفيع تنفع شفاعته كما تنفع في الدنيا ]{[3183]} ، ويحتمل { ولا خلة ولا شفاعة } أي لا ينفع أحد أحدا ، ولا يخال أحد أحدا ، ولا يشفع أحد أحدا ، ويحتمل : { يوم لا بيع فيه } أنهم يملكون بيع أنفسهم من الله تعالى ما داموا أحياء ، فإذا ماتوا لم يملكوا كقوله تعالى : { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم [ بأن لهم الجنة } ]{[3184]} ؛ فأول الآية ، وإن خرج الخطاب للمؤمنين ، فالوصف وصف الكافرين ، لكن فيها زجرا{[3185]} للمؤمنين [ عن صنيع ]{[3186]} مثل صنيع الكفار .


[3182]:في النسخ الثلاث: يمنعه ويعجزه.
[3183]:من ط ع وم، ساقطة الأصل.
[3184]:من ط ع، في الأصل وم: الآية.
[3185]:في النسخ الثلاث: زجر.
[3186]:ساقطة من ط ع.