بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خُلَّةٞ وَلَا شَفَٰعَةٞۗ وَٱلۡكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ} (254)

قوله تعالى : { يا َيُّهَا الذين آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم } ، أي تصدقوا . قال بعضهم : أراد به الزكاة المفروضة . وقال بعضهم : صدقة التطوع . ثم بيّن لهم أن الدنيا فانية وأنه في الآخرة لا ينفعهم شيء إلا ما قدموه . قال تعالى : { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } ، يقول : لا فداء فيه { وَلاَ خُلَّةٌ } يعني : لا صداقة ، وهذا كما قال في آية أخرى : { مستكبرين به سامرا تهجرون } [ الزخرف : 67 ] . { وَلاَ شفاعة } للكافرين كما يكون في الدنيا .

قرأ ابن كثير وأبو عمرو { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شفاعة } بالنصب وكذلك في سورة إبراهيم : «لاَ بَيْعَ فِيهِ وَلاَ خِلاَلَ » وقرأ الباقون بالضم مع التنوين . ثم قال تعالى عز وجل : { والكافرون هُمُ الظالمون } أنفسهم . والظلم في اللغة : وضع الشيء في غير موضعه .