[ الآية 65 ] وقوله{[15092]} تعالى : { لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله } كأنه قال والله أعلم لرسوله : { قل لا يعلم } [ أحد ]{[15093]} ممن تعبدون من أهل السماوات ومن في الأرض { الغيب إلا الله } ، لأن بعضهم كان يعبد أهل السماوات وهم الملائكة ، وبعضهم كانوا يعبدون من في الأرض . يقول : لا يعلم [ أحد ]{[15094]} ممن تعبدون من دون الله من في السماوات والأرض الغيب . إنما يعلم الله .
ثم قوله : { الغيب } يخرج على وجهين :
أحدهما : ما يغيب بعضهم عن بعض فهو يعلم ذلك .
والثاني : لا يعلم الغيب إلا الله ، أي ما كان وما يكون إلى أبد الآبدين ، لا يعلم ذلك إلا الله . وإذا علموا علموا ذلك [ من الله تعالى ]{[15095]} .
ومنهم من صرف الغيب إلى البعث والساعة ، يقول : لا يعلم الساعة أحد متى تكون إلا الله ؟
وقوله تعالى : { وما يشعرون أيان يبعثون } قال أهل التأويل : وما يشعر أهل مكة متى يبعثون ، لكن لو كان الجهل عن وقت البعث فأهل مكة وغيرهم من أهل السماوات والأرض في جهلهم بوقت البعث شرعا سواء ، لا أحد يعلم من أهل السموات والأرض أنه متى يبعث ، إلا أن تكون الآية في منكر البعث ، فحينئذ جائز صرفه إلى بعض دون بعض .
فأما في وقت البعث فالناس في جهلهم بوقت البعث سواء ، وهو ما قال في [ آية ]{[15096]} أخرى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } [ الأعراف : 187 والنازعات : 42 ] أخبر أنه لم يطلع أحد على علم ذلك عند الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.