جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِيٓۚ أَوَلَمۡ يَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرُ جَمۡعٗاۚ وَلَا يُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (78)

{ قَالَ{[3879]} إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى{[3880]} عِلْمٍ عِندِي } أي : أعطاني على علم وفضل عندي أستحقه لذلك ، ولولا معرفته بفضلي ورضاه ما أعطاني وهو كان أقرأ بني إسرائيل وأحفظهم بالتوراة ، قيل ( عندي ) خبر محذوف أي هذا في اعتقادي وظني وقيل : متعلق بأوتيت{[3881]} كقولك جاز ذلك عندي { أَوَلَمْ{[3882]} يَعْلَمْ } عطف على محذوف أي : ألم يقرأ ولم يعلم { أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا } للمال ، فلا تدل كثرة الدنيا على أن صاحبها يستحق رضى الله { وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ } ، أي : لا يسأل الله أو الملائكة المجرمين عن ذنوبهم ، بل يدخلهم النار بلا سؤال وحساب وهذا في موطن خاص أو هو سؤال علم ، بل هو سؤال توبيخ


[3879]:قارون جواب النصح /12 وجيز.
[3880]:قيل أراد علم الكيمياء أي الإكسير المزيل لعيوب حدثت لبعض الفلزات من معادنه /12 وجيز. ورد بعض المفسرين بأن علم الكيمياء في نفسه علم باطل لأن قلب الأعيان لا يقدر عليها أحد إلا الله أقول: ليس هو من باب التقليب، وهو علم حق ومن ظن ذلك فمن جهله بحقيقة ذلك العلم هذا ما في المنهية، وقال الخطابي: تحت حديث (لعن الله الواشمات) إنما نهي عن ذلك لما فيه من الغش والخداع، ولو رخص في ذلك لاتخذه الناس وسيلة إلى أنواع الفساد، ولعله قد يدخل في معناه صنعة الكيمياء فإن من تعاطاه إنما يروم أن يلحق الصنعة بالخلقة، وكذلك كل مصنوع يشبه بمطبوع، وهو باب عظيم من الفساد انتهى، وقد صنف شيخ الإسلام في إبطال الكيمياء سماه (إبطال الكيمياء وتحريمها ولو صحت) وكذلك تلميذه شمس الدين ابن القيام صنف كتابا سماه (بطلان الكيمياء من أربعين وجها) وهو مجلدا /12.
[3881]:والأظهر أن (عندي) صفة علم/ 12وجيز.
[3882]:ابتداء كلام من الله /12.