جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (85)

{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ } أي : تلاوته وتبليغه { لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } وأي معاد ، وهو معاد ليس لغيرك مختص بك وهو المقام{[3889]} المحمود أو إلى مكة ، فقيل :نزلت حين المهاجرة في طريق المدينة ، وعن بعض المفسرين :إن ابن عباس فسره مرة بالموت{[3890]} ومرة بالعود إلى مكة ، ومراده بالثاني أيضا الموت ، لأن ابن عباس يرى فتح مكة من علامات قرب موته ، وكأن التفسيرين واحد { قُل{[3891]} } يا محمد لمن ينسبك إلى الضلال { رَّبِّي أَعْلَمُ } يعلم { مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } فمن جاء مفعول لفعل دال عليه أعلم


[3889]:كما رواه البخاري والنسائي عنه /12.
[3890]:كما روى السدي وغيره بطرق متعددة عنه /12.
[3891]:ولما كان المشركون يقولون: لو كان محمد على حق وهدى لما رضي ربه بأن يكون مخرجا من بيته وغربيته وكربته، قال: {قل} يا محمد {ربي أعلم} الآية /12 وجيز.