جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ} (143)

{ ولقد كنتم تمنّوْن الموت } أي : الشهادة أو الحرب فإنها من أسباب الموت ، { من قبل أن تلقَوه } : تشاهدوا وتعرفوا شدته ، { فقد رأيتُموه وأنتم تنظرون } : رأيتموه معاينين له حين قتل من قتل من إخوانكم فأنتم تمنيتم غلبة الكفار لأنكم تمنيتم الشهادة أو إذا طلبتم لقاء العدو فاصبروا{[829]} .


[829]:وذلك أن طائفة منهم لم يحضروا غزوة بدر، وفاز في بدر من في الحرب بما فاز به من كرامة الدنيا والآخرة، فتمنوا لقاء العدو، وليكون لهم يوم كيوم بدر وهم الذين حرضوا على الخروج لأحد، فلما كان حرب أحد وشاع أن محمدا قد قتل انقلبوا فارين فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عباد الله فرجعوا، واستعذروا بأن جاءنا خبر قتلك فرعبت قلوبنا فنزلت الآية تلومهم على ما صدر عنهم مع ما قرروا في أنفسهم من تمني الموت (وما محمد إلا رسول) الآية/12 وجيز.