جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ} (133)

{ وسارعوا } : بادروا { إلى مغفرة من ربكم } : أعمال توجب المغفرة ، كالإسلام ، والتوبة ، وأداء الفرائض ، { وجنة عرضها السماوات والأرض } أي : عرضها{[823]} كعرضهما قيل فيه تنبيه على اتساع طولها كما قال تعالى : ( بطائنها من إستبرق ) ( الرحمن : 54 ) أي : فما ظنك بالظهائر ؟ ! وقيل عرضها كطولها ؛ لأنها قبة تحت العرش ، { أُعدّت } : هيئت ، { للمتقين } ، فالجنة بالذات للمتقين ، وبالعرض لفساق المؤمنين{[824]} .


[823]:كما في سورة الحديد {وجنة عرضها كعرض السماء والأرض} (الحديد: 21) قال الزجاج: لا يراد عرض ولا طول يقول العرب: بلاد عريضة أي: واسعة أو فيه إشارة إلى أن طولها كعرضها لأن الكرة كذلك، وقيل هو من عرضة المتاع للبيع نحو، {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا} (الكهف: 100) كما عرضت الدنيا بسمواتها وأرضها على أهل الدنيا، وكل هذه التمحلات لما أشكل عليهم أن جنة عرضها السماوات والأرض كيف تسعها السماء! ولا إشكال، فإن الجنة في الكرسي، والسماوات في جنبه كحلقة في فلاة/12 وجيز.
[824]:كما يقال القصر معد للسلطان وفيه غير السلطان بالتبع، وبهذا يندفع كلام الزمخشري أن في هذه الآيات بيانا قاطعا أن المؤمنين على ثلاث طبقات: متقين، وتائبين، ومصرين وأن الجنة للأولين دون الأخير ومن خالف في ذلك فقد كابر عقله، وعاند ربه/12 منه.