التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ} (143)

وقوله : ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) .

ذلك ضرب من العتاب الرقيق يخاطب به الله المؤمنين أولي أحد . أولئك الذين حملوا النبي صلى الله عليه و سلم على القتال وألحوا عليه بالخروج لملاقاة المشركين خارج المدينة . وقد كانوا يتسوقون لملاقاتهم في وقعة ثانية كوقعة بدر ، خصوصا أولئك الذين فاتهم شرف الجهاد في بدر . لقد تمنى هؤلاء القتال والشهادة في سبيل الله من قبل ، فلما كان يوم أحد انهزموا ولم يثبت منهم إلا نفر قليل من الخيار الأشاوش من الصحابة مثل أنس بن النضر عم أنس بن مالك ، فإنه لما انكشف المسلمون قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء . وباشر القتال وقال : إيْهاً إنها ريح الجنة ! إني لأجدها . ومضى حتى استشهد . قال أنس : فما عرفناه إلا ببنانه ووجدنا فيه بضعا وثمانين جراحة . وفيه في أمثاله نزل قوله تعالى : ( رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ) .

قوله : ( وأنتم تنظرون ) الواو واو الحال ، والجملة بعدها في محل نصب حال لرؤية القتال ، أي رأيتم القتال أو ما هو سبب للموت ( وأنتم تنظرون ) تكرير بمعنى التأكيد .