وقوله : ( ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون ) .
ذلك ضرب من العتاب الرقيق يخاطب به الله المؤمنين أولي أحد . أولئك الذين حملوا النبي صلى الله عليه و سلم على القتال وألحوا عليه بالخروج لملاقاة المشركين خارج المدينة . وقد كانوا يتسوقون لملاقاتهم في وقعة ثانية كوقعة بدر ، خصوصا أولئك الذين فاتهم شرف الجهاد في بدر . لقد تمنى هؤلاء القتال والشهادة في سبيل الله من قبل ، فلما كان يوم أحد انهزموا ولم يثبت منهم إلا نفر قليل من الخيار الأشاوش من الصحابة مثل أنس بن النضر عم أنس بن مالك ، فإنه لما انكشف المسلمون قال : اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء . وباشر القتال وقال : إيْهاً إنها ريح الجنة ! إني لأجدها . ومضى حتى استشهد . قال أنس : فما عرفناه إلا ببنانه ووجدنا فيه بضعا وثمانين جراحة . وفيه في أمثاله نزل قوله تعالى : ( رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ) .
قوله : ( وأنتم تنظرون ) الواو واو الحال ، والجملة بعدها في محل نصب حال لرؤية القتال ، أي رأيتم القتال أو ما هو سبب للموت ( وأنتم تنظرون ) تكرير بمعنى التأكيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.