قوله : { وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الموت } هو خطاب لمن كان يتمنى القتال ، والشهادة في سبيل الله ممن لم يحضر يوم بدر ، فإنهم كانوا يتمنون يوماً يكون فيه قتال ، فلما كان يوم أحد انهزموا مع أنهم الذين ألحوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج ، ولم يصبر منهم إلا نفر يسير مثل أنس بن النضر عمّ أنس بن مالك . وقوله : { مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ } أي : القتال ، أو الشهادة التي هي سبب الموت . وقرأ الأعمش : «من قبل أن تلاقوه » وقد ورد النهي عن تمني الموت ، فلا بدّ من حمله هنا على الشهادة . قال القرطبي : وتمني الموت من المسلمين يرجع إلى تمني الشهادة المبنية على الثبات ، والصبر على الجهاد لا إلى قتل الكفار لهم ؛ لأنه معصية وكفر ، ولا يجوز إرادة المعصية ، وعلى هذا يحمل سؤال المسلمين من الله أن يرزقهم الشهادة ، فيسألون الصبر على الجهاد ، وإن أدّى إلى القتل . قوله : { فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ } أي : القتال ، أو ما هو سبب للموت ، ومحل قوله : { وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } النصب على الحال ، وقيد الرؤية بالنظر مع اتحاد معناهما للمبالغة ، أي : قد رأيتموه معاينين له حين قتل من قتل منكم . قال الأخفش : إن التكرير بمعنى التأكيد مثل قوله : { وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ } [ الأنعام : 38 ] وقيل معناه : بصراء ليس في أعينكم علل ، وقيل معناه : وأنتم تنظرون إلى محمد صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.