{ ثم أنزل عليكم من بعد الغمّ أَمَنة نعاسا } : أمنة{[843]} مفعول ، ونعاسا{[844]} بدل منه ، وهذا كما قال الزبير : لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا أرسل{[845]} الله علينا النوم فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره ، والله لا أسمع قول معتب بن قشير إلا كالحلم لو كان لنا من الأمر شيء{[846]} ما قتلنا ها هنا ، وعن{[847]} ابن مسعود : النعاس في القتال من الله ، وفي الصلاة من الشيطان ، { يغشى } : النعاس { طائفةً منكم } ، وهم المؤمنون حقا ؛ { وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم } ما بهم إلا همّ أنفسهم وطلب خلاصها ، وهم المنافقون ، { يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } : نصب غير الحق بالمصدر{[848]} أي يظنون غير الظن الحق ، وظن الجاهلية بدله أو هو مفعول مطلق ، وغير الحق مصدر لمضمون الجملة أي يظنون ظن الجاهلية يقولون قولا غير الحق ، وهو أنهم يظنون أنه ما بقي من أمر محمد صلى الله عليه وسلم شيء ، { يقولون{[849]} هل لنا من الأمر من شيء } أي : هل لنا من النصر والغلبة شيء ، ونصيب قط ؟ وهذا إنكار منهم ، { قل } : يا محمد ، { إن الأمر كله لله } : النصر والظفر والقضاء والقدر ، { يُخفون في أنفسهم } : من النفاق استئناف ، أو حال من فاعل يقولون ، { ما لا يُبدون لك يقولون{[850]} } ، بدل{[851]} من يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك أو استئناف أي إذا خلا بعضهم إلى بعض يقولون : { لو كان لنا من الأمر شيء } أي : لو كنا على الحق ، { ما قُتلنا ها هنا } : لما قتل منا في هذه المعركة ، { قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كُتب عليهم القتل إلى مضاجعهم } أي : لخرج الذين قدر القتل عليهم إلى مصارعهم فلم يستطيعوا الإقامة في المدينة { وليبتلي الله ما في صدوركم } ، ليمتحن ، ويظهر سرائركم من الإخلاص وعدمه ، وهو عطف على محذوف أي برز لنفاذ القضاء وليبتلي ، أو علة فعل محذوف أي : فعلنا ذلك ، { وليُمحّص ما في قلوبكم } : يكشفه ، ويميزه أو يطهره ، ويخلصه من الوساوس { والله عليم بذات الصدور } : بضمائرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.