جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (161)

{ وما كان لنبيّ أن يغُلّ } :{[861]} ما ينبغي لنبي أن يخون في الغنيمة ، نزلت فيما قال المنافقون{[862]} يوم بدر حين فقد قطيفة حمراء لعل رسول الله أخذها ، أو في ظن الرماة{[863]} يوم أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعطيهم الغنيمة ، ولهذا اشتغلوا بالغنيمة ، وتركوا المركز أو معناه ما كان لنبي أن يكتم شيئا من الوحي{[864]} وقرئ على البناء للمفعول أي ينسب إلى الخيانة ، أو يخونه أمته فقيل نزلت{[865]} يوم بدر ، وقد غل بعض أصحابه { ومن يغلُل يأت بما غلّ يوم القيامة } : حاملا{[866]} له على عنقه ، وقد{[867]} ورد أن الحجر ليرمى به في جهنم فيهوي سبعين خريفا ما يبلغ قعرها{[868]} ، ويؤتى بالغلول فيقذف معه ، ثم يقال لمن غل ائت به فلذلك قوله ( ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) ، { ثم تُوفّى كل نفس ما كسبت } : جزاؤه وإذا كان كل كاسب مجزيا بعمله فالغال لعظم ذنبه بذلك أولى ، { وهم لا يُظلمون } : بنقص الثواب ، وازدياد العقاب .


[861]:ولما أمر نبيه بالعفو في سوء أدبهم، والاستغفار في ذنوبهم بين في إفراد إساءة الأدب والذنب (وما كان لنبي أن يغل) الآية/12 وجيز.
[862]:نقله الترمذي وأبو داود عن عبد الواحد بن زياد، وابن مردويه عن ابن عباس، وابن أبي حاتم وابن جرير عنه أيضا/12 وجيز [وهو حديث صحيح، انظر صحيح سنن الترمذي (2407)، والصحيحة (2788)].
[863]:رواه العوفي عن ابن عباس، وكذا قال الضحاك/12.
[864]:هذا قول محمد بن إسحاق/12 منه.
[865]:رواه ابن جرير عن قتادة والربيع/12 منه.
[866]:والأحاديث التي تدل على هذا توجد في الكتب الستة، وغيرها/12 منه.
[867]:رواه ابن مردويه/12 منه.
[868]:أخرجه مسلم في (الزهد).