جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ} (159)

{ فبما رحمة من الله لِنت لهم } ، ما مزيدة للتأكيد أي : برحمة وإحسان منه سهلت أخلاقك يا محمد لهم ، { ولو كنت فظا } : سيء الخلق ، { غليظ القلب } : قاسيه ، { لانفضّوا } : تفرقوا ، { من حولك فاعف عنهم } فيما يختص بك ، { واستغفر لهم } : فيما لله ، { وشاورهم في الأمر } : فيما تصح المشاورة فيه تطييبا لقلوبهم ، { فإذا عزمت } : وجزمت على أمر بعد الشورى ، { فتوكل على{[857]} الله } : فيه ، { إن الله يحب المتوكلين } : فينصرهم ، ويهديهم .


[857]:وفيه إشارة إلى أن التوكل ليس هو إهمال التدبير بالكلية وإلا لكان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل، بل مراعاة الأسباب الظاهرة مع تفويض الأمر إلى الله والاعتماد عليه بالقلب/12 فتح.