جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ} (22)

{ وما يستوي الأحياء } : المؤمنون ، { ولا الأموات{[4204]} } : الكفار ، تمثيل آخر لهما ، وقيل المراد العلماء ، والجهال ، { إن الله يسمع من يشاء } : سماع قبول ، { وما أنت بمسمع من في القبور } أي : الكفار المصرين فإنهم كالأموات في عدم الانتفاع بالموعظة ،


[4204]:التفاوت بين الأحياء والأموات ثابت سواء قابلت الجنس بالجنس والفرد بالفرد، ولما ذكر المثلين الأعمى والبصير، وبين أن البصير ولو كان حاد النظر لا يبصر إلا في ضوء ذكر ما هو الكافر فيه من ظلمات كفره، وما هو المؤمن فيه من نور إيمانه، ثم ذكر ما آل أمرهما إليه وهو الظل الذي فيه الراحة، والسموم الذي فيه التعب، وتكرير لا على الشقين لمزيد التأكيد ثم ذكر مثلا آخر هو فوق حال الأعمى والبصير، إذ الأعمى يشارك البصير في إدراك ما، والكافر ليس كذلك ولذلك أتى بلا التأكيدية في الأخير، وما أتى في الأول فإن التفاوت بين الأخير أقوى وأعاد قوله: {وما يستوي} ليعلم أنه مثل آخر/ 12 وجيز.