جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ مُخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَۗ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28)

{ ومن الناس والدواب والأنعام مختلفة ألوانه كذلك } أي : الأمر كذلك كما بين ولخص ، أو مختلف ألوانه اختلافا كذلك أي : كاختلاف الثمار والجبال ، { إنما يخشى{[4207]} الله من عباده العلماء } ، لما قال ألم تعلم إنزال المطر وآثاره ، واختلاف هيئات الأجناس الذي هو من آثار صنع الله ، أتبع ذلك كذلك { إنما يخشى الله } إلخ ، كأنه قال الأمر كما ذكر لكن إنما ينجح الخطاب ويؤثر فيمن يخشى الله بالغيب ، فوضع موضعه إنما يخشى الله من عباده العلماء تعريضا لجهل الكفرة ، ومن يدعي العلم ولم يخش الله وتنويها برفع منزلة العلماء العاملين ويلزم من الجمع المحلى باللام المفيد للعموم أن من لم يخش لم يكن عالما قال مسروق : كفى بخشية الله علما ، وكفى بالاغترار بالله جهلا ، { إن الله عزيز } : فيتمكن من الانتقام ، { غفور } : للعصاة فحقه أن يخشى ويرجى ،


[4207]:قوله تعالى: {إنما يخشى الله} الآية، أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد عن العباس العمى، قال: بلغني أن داود عليه الصلاة والسلام قال: سبحانك تعاليت فوق عرشك، وجعلت خشيتك على من في السموات والأرض فأقرب خلقك إليك أشدهم لك خشية، وما علم من لم يخشك، أو ما حكمته من لم يطع أمرك/ 12 تفسير در منثور للحافظ السيوطي.