محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ} (22)

{ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ } تمثيل آخر للمؤمنين والكافرين أي : ما يستوي أحياء القلوب بالإيمان بالله ورسوله ومعرفة تنزيله ، وأموات القلوب . لغلبة الكفر عليها حتى صارت لا تعقل عن الله أمره ونهيه ، ولا تعرف الهدى من الضلال { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء } أي يوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته { وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } أي : كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله ، فيهديهم به إلى سبيل الرشاد ، فكذلك لا يقدر أن ينتفع بمواعظ الله وبيان حججه ، من كان ميت القلب عن معرفة الله وفهم كتابه وواضح حججه . وهذا ترشيح لتمثيل المصرين على الكفر بالأموات ، وإشباع في إقناطه عليه الصلاة والسلام ، من إيمانهم .