جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (49)

{ فإذا مس الإنسان } ، أي : جنسه باعتبار الغالب ، { ضرّ دعانا } ، عطف على قوله : { وإذا ذكر الله وحده } بالفاء ليدل على التسبب ، والدلالة على تعكيس الكافر الأمر ، وجعله ما هو أبعد الأشياء عن الالتجاء وسيلة إليه ، كأنه قال : هم مشمئزون عند ذكر الله تعالى وحده ، ومستبشرون بذكر آلهتهم ، فإذا مس أحدهم مصيبة دعا من اشمئز من ذكره ، وترك من استبشر به ، وما بين المعطوفين أعني ، قوله : { قل اللهم } إلى قوله تعالى : { يستهزئون }اعتراض مؤكد لإنكار ذلك عليهم ، ( ثم إذا خوّلناه } : أعطيناه ، { نعمة منا } : تفضلا ، { قال إنما أوتيته } ، أي : شيئا من النعمة ، { على علم } ، أي : على علم مني بأني سأعطيه لاستحقاقي ، أو على علم من الله تعالى باستحقاقي ، ولولا أني عند الله حقيق ما خولني هذا ، فهو حال من أحد معمولي أوتيته ، أو خبر ، إن جعلت ما موصولة لا كافة ، أو معناه أوتيته على خير وفضل عندي ، كقولك : أنعمت عليك على كمالك أي : هو السبب ، { بل هي{[4324]}فتنة } : اختبار ، أيشكر ، أو يكفر ؟ { ولكن أكثرهم لا يعلمون } ، أنها امتحان .


[4324]:أنت الضمير بعد ما ذكّره لتأنيث خبره / 12.