الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ضُرّٞ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلۡنَٰهُ نِعۡمَةٗ مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمِۭۚ بَلۡ هِيَ فِتۡنَةٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (49)

قوله تعالى : " فإذا مس الإنسان ضر دعانا " قيل : إنها نزلت في حذيفة بن المغيرة . " ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم " قال قتادة : " على علم " عندي بوجوه المكاسب ، وعنه أيضا " على علم " على خير عندي . وقيل : " على علم " أي على علم من الله بفضلي . وقال الحسن : " على علم " أي بعلم علمني الله إياه . وقيل : المعنى أنه قال قد علمت أني إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة ، فقال الله : " بل هي فتنة " أي بل النعم التي أوتيتها فتنة تختبر بها . قال الفراء : أنث " هي " لتأنيث الفتنة ، ولو كان بل هو فتنة لجاز . النحاس : التقدير بل أعطيته فتنة . " ولكن أكثرهم لا يعلمون " أي لا يعلمون أن إعطاءهم المال اختبار .