{ قل{[4325]} يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } : بارتكاب المعاصي ، أي معصية كانت ، { لا تقنطوا } : لا تيأسوا ، { من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } ، يعني : ليس ذنب لا يمكن أن تتعلق به مغفرة الله تعالى ، لكن جرت عادة الله تعالى أنه لا يغفر الشرك من غير توبة ، أما سائر المعاصي فيغفر مع التوبة{[4326]} بتّا وبدونها إن أراد ، وما نقل من أسباب نزول تلك الآية لا يدل على خلاف ما فسرناها به مع أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، كيف وقد وردت بيانا لسعة رحمته تعالى ، مع تعليل النهي عن القنوط بأنه يغفر الذنوب بصيغة الجمع مع التأكيد ، نزلت في أناس من المشركين حين قالوا : إن ما توعدونا إليه يا محمد لحسن ، لو تخبرنا أن لما علمنا كفارة ، أو نزلت في وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه ، أو في جماعة من المرتدين ، وعن بعض السلف : إن الله تعالى لما سلط إبليس على آدم عليه السلام ، شكى آدم ربه فقال الله تعالى : " لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء فقال : يا رب زدني ، فقال : الحسنة بعشر ، والسيئة بمثلها ، أو أمحوها ، قال : زدني ، قال : باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد ، قال : يا رب زدني فقال : { يا عبادي الذين أسرفوا } الآية ، { إنه هو الغفور الرحيم }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.