جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَسۡـَٔلُكَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيۡهِمۡ كِتَٰبٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ فَقَدۡ سَأَلُواْ مُوسَىٰٓ أَكۡبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ بِظُلۡمِهِمۡۚ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَعَفَوۡنَا عَن ذَٰلِكَۚ وَءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا} (153)

{ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ } قالت اليهود : إن كنت صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة أو صحفا مكتوبة بخط سماوي { فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } أي : إن استعظمت ما سألوك ، فقد سألوا موسى أعظم من ذلك ، وهذا السؤال وقع من آبائهم لكنهم تابعون لهذيهم وقوم مثل ذلك لا يستغرب عنهم { فقالوا أرِنا الله جهرة } أي : أرنا الله نره عيانا قيل معناه قالوا جهرة لا سرا وخفية { فأخذتهم الصاعقة } نار من السماء { بظلمهم } أي : بسبب ظلمهم وهو تعنتهم في السؤال وطلب ما يستحيل في تلك{[1158]} الحال لهم { ثم اتخذوا العجل } إلها { من بعد ما جاءتهم البينات{[1159]} } معجزات موسى عليه السلام { فعفونا عن ذلك } ولم نستأصلهم بالكلية وقبلنا توبتهم { وآتينا موسى سلطانا مبينا } يعني هم إن بالغوا في العناد معه لكن نصرناه وعفونا عن قومه ، ففيه إشارة ببشارة المصطفى عليه الصلاة والسلام .


[1158]:وذلك لا يستلزم امتناعها يوم القيامة فقد جاءت بذلك الأحاديث المتواترة ومن استدل بهذه الآية على امتناع الرؤية يوم القيامة فقد غلط غلطا بينا/12 فتح.
[1159]:على أن الله وحده لا شريك له/12 وجيز.