بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَسۡـَٔلُكَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيۡهِمۡ كِتَٰبٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ فَقَدۡ سَأَلُواْ مُوسَىٰٓ أَكۡبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ بِظُلۡمِهِمۡۚ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلۡعِجۡلَ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ فَعَفَوۡنَا عَن ذَٰلِكَۚ وَءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا} (153)

قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مّنَ السماء } يعني جملة واحدة كما جاء به موسى عليه السلام . ويقال : إن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازوراء وأصحابهما قالوا : لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتاباً تحمله الملائكة إلينا فتقرؤه . قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم : { فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك } يعني إن هؤلاء من أصل أولئك القوم الذين { فَقَالُواْ } لموسى عليه السلام { أَرِنَا الله جَهْرَةً } يعني عياناً ، وهم القوم الذين ساروا مع موسى عليه السلام إلى طور سيناء { فَأَخَذَتْهُمُ الصاعقة } أي أحرقتهم النار { بِظُلْمِهِمْ } أي بقولهم وسؤالهم { ثُمَّ اتخذوا العجل } أي ومع ذلك ، قد عبدوا العجل وهم قوم موسى في حال غيبته { مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ البينات } أي جاءهم موسى بالآيات والعلامات { فَعَفَوْنَا عَن ذلك } كله ولم نستأصلهم { وآتينا موسى سلطانا مبينا } أي حجة بينة ، وهي اليد والعصا .