قوله : ( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ . . . ) الآية [ 153 ] .
قوله : ( جَهْرَةً ) حال من الضمير في قالوا ، وهو العامل فيه ، أي : قالوا مجاهرين بذلك ، قال ذلك أبو عبيدة( {[13939]} ) .
وقيل : نُعت بمصرد محذوف [ تقديره ]( {[13940]} ) رؤية جهرة( {[13941]} ) .
ومعنى الآية : أن اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتاباً من السماء مكتوباً كما جاء موسى بني إسرائيل بالتوراة ، قالوا له : إن موسى جاء بالألواح من عند الله ، فأتنا بالألواح من عند الله حتى نصدقك ، فأنزل الله ( يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ ) الآية( {[13942]} ) .
قال ابن جريج : سألوا أن ينزل عليهم( {[13943]} ) رجال منهم كتاباً من السماء بتصديقه واتباعه وهم اليهود والنصارى( {[13944]} ) .
وقيل : هم اليهود خاصة سألوا النبي عليه السلام أن يصعد إلى السماء وهم يرونه بلا كتاب ، وينزل ومعه كتاب تعنتاً( {[13945]} ) . فأعلمه الله عز وجل أنهم قد سألوا موسى عليه السلام أكبر من هذا ( فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ) أي : رؤية منكشفه ( فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ ) أي صعقوا بظلمهم أنفسهم ، في عظيم ما سألوا موسى صلى الله عليه وسلم مما ليس لهم أن يسألوا مثله ( ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ ) أي اتخذوه إلهاً بعد( {[13946]} ) إحيائهم من صعقتهم ( مِنْ بَعْدِمَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) أي الدلالات( {[13947]} ) الواضحات أنهم لا يرون الله عياناً في الدنيا ، وأنه لا معبود إلا الله ، فمن الآيات إصعاق الله إياهم عند مسألتهم ثم أحياؤهم( {[13948]} ) .
قوله : ( فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ ) أي : عفونا عن عبادتهم العجل ( وَءَاتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً ) أي : أعطيناه حجة تبين عن صدقه وصحة نبوته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.