جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا} (164)

{ ورُسلا } نصب على مضمر يدل عليه أوحينا أي : أوحينا إليك وأرسلنا رسلا أو على مضمر يفسره قوله : { قد قصصناهم عليك من قبل } في السور المكية . { ورسلا لم نقصُصهم عليك وكلّم{[1169]} الله موسى تكليما }


[1169]:أخبر بأنه أشرف موسى بكلامه وأكده بالمصدر دلالة على وقوع الفعل على حقيقته لا على المجاز/12 وجيز. قال الفراء: إن العرب تسمي ما وصل الإنسان كلاما بأي طريق وصل ما لم يؤكد بمصدر، فإذا أكد لم يكن إلا حقيقة الكلام، قال النحاس: وأجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازا فيه، رد على من يقول: إن الله خلق كلاما في محل فسمع موسى ذلك الكلام، أخرج عبد بن حميد والحكيم والترمذي في نوادر الأصول وابن حبان في صحيحه والحاكم وابن عساكر عن أبي ذر قال: (قلت يا رسول الله: كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا. قلت: كم الرسل منهم؟ قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جم غفير)، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم عن أبي أمامة مرفوعا إلا أنه قال: (والرسل ثلاث مائة وخمسة عشر)، وأخرج أبو يعلى والحاكم بسند ضعيف عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان فيمن خلا من إخواني من الأنبياء ثمانية آلاف نبي ثم كان عيسى ثم كنت أنا بعده/12 فتح.