تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا} (164)

164-وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ . أي : وأرسلنا رسلا منهم من ذكرنا أخبارهم لك يا محمد في غير هذه السورة . مثل : صالح وهود ولوط وغيرهم من المرسلين . وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ . أي : وأرسلنا كذلك رسلا كثيرين لم نذكر لك قصصهم في القرآن الكريم ولم نوح إليك بهم في غير القرآن .

وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا . أي : وكلم الله موسى- بدون وساطة جبريل- تكريما له عليه السلام- وقوله : تكليما . مصدر مؤكد لقوله تعالى : وكلم . لرفع احتمال المجاز .

قال ابن كثير :

وهذه تسمية الأنبياء الذين نص الله على أسمائهم في القرآن وهم :

( آدم وإدريس ونوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وأيوب وشعبي وموسى وهارون ويونس وداود وسليمان وإلياس واليسع وزكريا ويحيي وعيسى ، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين ، وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ) .

وقال ثعلب :

في تفسير قوله تعالى : وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا . لولا التأكيد لجار أن تقول : قد كلمت فلانا بمعنى كتبت إليه رقعة أو بعثت إليه رسولا فلما قال تكليما لم يكن إلا كلاما مسموعا من الله تعالى{[156]} .


[156]:البحر المحيط 3/398.